الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد 27 مليون شخص في الكونغو الديمقراطية
الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد 27 مليون شخص في الكونغو الديمقراطية
حذّرت الأمم المتحدة، الخميس، من كارثة إنسانية وشيكة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يواجه نحو 27 مليون شخص خطر المجاعة نتيجة الانخفاض الحاد في المساعدات الخارجية، في وقت تتزايد فيه النزاعات المسلحة التي تمزّق البلاد منذ ثلاثة عقود.
وأعلن كل من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) التابعين للأمم المتحدة أن البلاد تعيش حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشيرين إلى أن 27 مليون شخص، أي نحو ربع السكان، يعانون من "مستويات أزمة من الجوع"، منهم أربعة ملايين في حالة طوارئ غذائية حرجة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأوضحت المؤسستان أن البلاد تواجه أسوأ أزمة غذائية منذ سنوات، محذرتين من أن استمرار تراجع التمويل الدولي سيؤدي إلى انهيار المنظومة الإنسانية بالكامل، خصوصًا في شرق الكونغو الذي يشهد صراعات متجددة.
بلد فقير في الغذاء
تتمتع الكونغو الديمقراطية بوفرة في الموارد الطبيعية والمعادن الثمينة، مثل الذهب والكوبالت والماس، لكنها رغم ذلك تُعد من أفقر دول العالم من حيث مستوى المعيشة، حيث يعيش ملايين السكان في ظروف قاسية تفتقر إلى الأمن والغذاء والرعاية الصحية.
وأسهمت ثلاثة عقود من النزاعات الدامية بين الجماعات المسلحة المحلية والقوات الحكومية في تدمير البنية التحتية الزراعية وتشريد السكان، ما أدى إلى مقتل ملايين المدنيين منذ تسعينيات القرن الماضي.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن البلاد تضررت بشدة من التراجع الحاد في الدعم الدولي، عشية مؤتمر دولي مرتقب في باريس يهدف إلى حشد التمويل الطارئ لمساعدة شرق الكونغو.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن نقص التمويل اضطره إلى خفض عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية من 2.3 مليون شخص إلى 600 ألف فقط هذا العام، بعدما بلغ عجز التمويل 349 مليون دولار.
دعوات لإنقاذ الأرواح
دعت القائمة بأعمال مدير برنامج الأغذية العالمي في الكونغو الديمقراطية، سينثيا جونز، المجتمع الدولي إلى التحرك السريع، مؤكدة أن "ملايين الأرواح في خطر، والوقت الآن هو وقت العمل".
وأضافت المسؤولة الأممية أن استمرار تراجع التمويل سيجبر البرنامج على وقف جميع عملياته الإنسانية في شباط/فبراير المقبل، ما يعني ترك ملايين الأشخاص دون غذاء أو دعم طبي في مناطق نائية يصعب الوصول إليها.
كشفت تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل في الكونغو يعانون من التقزّم وسوء التغذية المزمن، وهو رقم يعكس حجم المأساة التي تعصف بالأسر في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 109 ملايين نسمة.
خطر يهدد الاستقرار
حذّرت الأمم المتحدة من أن تفاقم أزمة الجوع قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي في منطقة إفريقيا الوسطى والبحيرات العظمى، حيث تتشابك النزاعات الحدودية وتتنافس القوى الإقليمية على النفوذ والموارد.
وأكدت وكالات الإغاثة أن استمرار تجاهل الأزمة سيؤدي إلى موجة نزوح جماعية جديدة نحو الدول المجاورة مثل أوغندا ورواندا، ما سيُفاقم الضغط الإنساني في منطقة تعدّ من أكثر مناطق العالم هشاشة.










